Saturday, August 9, 2008

نهاية حقبة




بعد موت ادوارد سعيد اتصلت بي احد معارفي و هي تشهق على الهاتف. بالرغم من حزني الا ان حزني لم يترجم الى دموع. كان حزنا فكريا و لم يكن عاطفيا. اما اليوم فدموعي تنهار لوحدها دونما استفزاز. ان حزني على محمود درويش هو حزن فكري و عاطفي، لأن الدموع تنهار من العاطفة و ليس من الفكر

قبل قرابة عشر سنوات مر درويش بحالة قرب من الموت، خلالها كان خوفه الاكبر، على حد ما كتب هو لاحقا، هو فقدان اللغة العربية. و ربما لأنه كتب باللغة العربية كان تأثيره عليَ اكبر و اعمق و وصل الى العاطفة قبل ان يصل الى الفكر

بعد محمود درويش لم يعد لنا نحن الفلسطينيين اي صوت عال يؤمن بالأنسانية و انسنة النفس و الاخر ،و في نفس الوقت صوت ناقد ،ضمن اللغة الانسانية و ليس الالهية المستحيلة، للنفس و للأخر. و هذا ما تعلمت من اشعار درويش التي تربيت عليها. و لحسن حظي فأن دموعي تنهار كلما وضعت هذه الكلمات على ورق. و اقول من حسن حظي لأن هذه الدموع في نظري دليل على عمق هذه المبادئ النادرة دوما و خصوصا الان في عصر العقائديين. ولكن لابد من الامل

هنا عند مُنْحَدَرات التلال
أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ
وما يفعل العاطلون عن العمل
نُرَبِّي الأملْ


للمزيد من الاشعار بصوت الشاعر: هنا

3 comments:

Anonymous said...

zقال لي أحد الاصدقاء ذات مرة أن أجمل الشعر قد كُتب وأنتهى الأمر ولم يعد هناك من شعر يستحق ان يُكتب أو يُقرأ. ظننت وقتها ان خصامه مؤخرا للشعر خلق هذه النظرة المتشائمة ولكني أعتقد الآن انه ربما كان على حق

قصائد اليوم لا تشبهنا .. آخر القصائد الجميلة اختارت الرحيل مع الغياب

Anonymous said...

شعشبونه

الكلمات لا تسعفني

الله يرحمه


أحب صوتك العربي أكثر...واصلي

حنان

شعشبونة said...

حنان: انتظر عودتك
فراشة: لكن لا بد من الامل
:)